الحمد لله رب العالمين ، خلق فسوى وقدر فهدى ، ورزقنا من حيث لم نحتسب
والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الامين ، ناصح الامة وكاشف الغمة
وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين ، الذين ضحوا بالغالي والنفيس من اجل ان يصلنا
دين الله عز وجل سهلا يسيرا ، فاللهم ارحمهم واغفر لهم اجمعين ، والحقنا بهم
تائبين عابدين موحدين منكسري لملكوتك العظيم، امين يا رب العالمين .
النَّسَبِ الشَّرِيفِ وَطَهَارَةِ أَصْلِهِ صلى الله عليه و سلم
نسَبُهُ صلى الله عليه و سلم:
هُو أَبُو الْقَاسِمِ، مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِاللهِ بْنِ عَبْدِ الْـمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيِّ بْنِ كِلَابِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لؤَيَ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ بْنِ نِزَارِ بْنِ مَعَدِّ بْنِ عَدْنَانَ.
هَذَا هُوَ المتَّفَقُ عَلَيْهِ فِي نَسَبِهِ صلى الله عليه و سلم.
وَاتَّفَقُوا أَيْضًا عَلَى أَنَّ عَدْنَانَ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ.
أَسْمَاؤُه صلى الله عليه و سلم:
عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه و سلم قَالَ: "إِنَّ لِي أَسْمَاءَ: أَنَا مُحَمَّدٌ, وَأَنَا أَحْمَدُ, وَأَنَا الماحِي الَّذِي يَمْحُو اللهُ بِيَ الْكُفْرَ، وَأَنَا الـحَاشِرُ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمَيَّ, وَأَنَا الْعَاقِبُ الَّذِي لَيْسَ بَعْدَهُ أَحَدٌ"[متفق عليه].
وَعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه و سلم يُسَمِّي لَنَا نَفْسَه أَسْمَاءً فَقَال: "أَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَحْمَدُ, وَالـمُقَفِّي, وَالْـحِاشِرُ, وَنَبِيُّ التَّوْبَةِ، وَنَبِيّ الرَّحْمَةِ"[رواه مسلم].
طَهَارَةُ أَصْلِهِ صلى الله عليه و سلم:
وَهَذَا مِمَّا لَا يَحْتَاجُ إِلى دَلِيلٍ فَإِنَّهُ صلى الله عليه و سلم المصْطَفَى مِنْ بَنِي هَاشِمٍ وَسُلَالَةِ قُرَيْشٍ، فَهُو أَشْرَفُ الْعَرَبِ نَسَبًا, وَهُوَ مِنْ مَكَّةَ الَّتِي هِيَ أَحَبُّ الْبِلَادِ إِلَى اللهِ تَعَالَى.
وَقَدِ اعْتَرف أَبُو سُفْيَانَ –وَذَلِكَ قَبْل إِسْلاَمِهِ–بِعُلُوِّ نَسَبِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و سلم وَشَرَفِه وَذَلك حِينَما سَأَلَهُ هِرَقْلُ عَنْ نَسَبِه فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: هُوَ فِينا ذُوْ نَسَبٍ. فَقَال هِرَقْلُ: وَكَذِلِك الرُّسُلُ تُبْعَثُ فِي نَسَبِ قَوْمِهَا. [متفق عليه].
وَقَال صلى الله عليه و سلم: "إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجلَّ اصْطَفَى مِنْ وَلَدِ إِبْراهِيمَ إِسْمَاعِيلَ، وَاصْطَفَى مِنْ بَنِي إِسْمَاعِيلَ كِنَانَةَ، وَاصْطَفَى مِنْ بَنِي كِنَانَةَ قُرَيْشًا, وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ، وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ"[رواه مسلم].
وَمِنْ طَهَارَةِ نَسَبِه صلى الله عليه و سلم أَنَّ اللهَ تَعَالَى قَدْ صَانَ وَالِدَيْهِ مِنْ زَلَّةِ الزِّنَا, فَوُلِد صلى الله عليه و سلم مِنْ نِكَاحٍ صَحِيح وَلَـمْ يُولَدْ مِنْ سِفَاحٍ([1])، كَمَا قَالَ صلى الله عليه و سلم: "خَرَجْتُ مِنْ نِكاحٍ، وَلَمْ أَخْرُجْ مِنْ سِفَاحٍ، مِنْ لَدُنْ آدمَ إِلَى أَنْ وَلَدَنِي أَبِي وَأُمِّي، لَـمْ يُصِبْنِي مِنْ سِفَاحِ الجاهِلِيَّةِ شَيءٌ"[رواه الطبراني في الأوسط وحسنه الألباني].
وَقَالَ صلى الله عليه و سلم: "خَرَجْتُ مِنْ لَدُنْ آدَمَ مِنْ نِكَاحٍ غَيْرِ سِفَاحٍ"[رواه ابن سعد وحسَّنه الألباني].
وَرَوى ابْنُ سَعْدٍ وَابْنُ عَسَاكِرَ عَنِ الْكَلْبِيِّ رَحِمَهُ اللهُ قَالَ: كَتَبْتُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه و سلم خَمْسَمِائةَ أُمٍّ، فَمَا وَجَدْتُ فِيهنَّ سِفَاحًا، وَلَا شَيْئًا مِنْ أَمْرِ الجاهِلِيَّةِ.
قَوْلُه: "خمْسُمائةَ أُمٍّ": يُريدُ الجدَّاتِ وَجَدَّاتِ الجدَّاتِ مِنْ قِبَل أبِيه وَأُمِّه.
قَالَ النَّاظِمُ:
مِنْ عَهْدِ آدَمَ لَـمْ يَزَلْ تَحْمِي لَهُ
فِي نَسْلِهَا الْأَصْلَابُ وَالْأَرْحَامُ
حَتَّـى تَنَقَّلَ فِـي نِـكَاحٍ طَاهرٍ
مَا ضَـمَّ مُجْتَمِعَيـْن فِـيـهِ حَـرَامُ
فَبَـدا كَبَـدْرِ التمِّ لَيْـلةَ وَضْعِـهِ
مَـا شَـانَ مَطْلَعَـهُ المنِيـرَ قَتَـامُ
فَانْجَابَـتِ الظَّلْمَاءُ مِـنْ أَنْوَارِهِ
وَالنُّــورُ لَا يَبْقَـى عَلَيْـهِ ظَلَامُ
شُكْـرًا لمُهْدِيـهِ إِلَـيْنَــا نِـعْمَـةً
لَيْسَتْ تُحِيطُ بِكُنْهِها الْأَوْهَـامُ
المصدر
http://www.rasoulallah.net